فصل: باب الواو مع الفاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: النهاية في غريب الحديث **


 باب الواو مع الشين

‏{‏وشب‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث الحُدَيْبِيَة <قال له عُرْوة بنُ مسعود الثَّقَفي: وإنِّي لأَرَى أوْشَاباً من الناس لَخَلِيقٌ أن يَفِرُّوا ويَدَعُوك> الأشْوَاب، والأوْبَاش، والأوْشَاب‏:‏ الأخلاط من الناس والرَّعاع ‏(‏في الأصل‏:‏ <الرِّعاع> بالكسر‏.‏ وهو خطأ شائع‏)‏ ‏.‏

‏{‏وشج‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث خُزَيمة <وأفْنَتْ أصُولَ الوَشِيج> هُوَ ما الْتَفَّ من الشَّجَر‏.‏ أراد أنَّ السَّنَةَ أفْنَتْ أصولها إذ لم يَبْقَ في الأرض ثَرىً‏.‏

ومنه حديث عليّ <وتَمَكَّنت من سُوَيْداءِ قُلُوبهم وَشيجَةُ خِيفَتِه (في الأصل، واللسان: <خَيْفِيَّة> وأثبتُّ ما في ا، والنسخة 517‏.‏ وشرح نهج البلاغة 6/424>‏)‏ الوَشِيجَة‏:‏ عِرْق الشجَرة، ولِيفٌ يُفْتَل ثم يُشَدّ به ما يُحْمَل‏.‏ والْوَشيج‏:‏ جَمْع وَشيجَة‏.‏ وَوَشَجَتِ العُرُوق والأغْصان، إذا اشْتَبَكَتْ‏.‏

ومنه حديث علي <وَوَشَّجَ بينَها وبين أزْواجِها> أي خَلَط وألفَ‏.‏ يُقال‏:‏ وَشَّجَ اللَّهُ بينهم تَوْشيجا‏.‏

‏{‏وشح‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <أنه كان يَتَوَشَّحُ بثَوْبه> أي يَتَغَشَّى به‏.‏ والأصْلُ فيه من الوِشاح وهو شَيءٌ يُنْسَجُ عَريضا من أديم، ورُبَّما رُصِّع بالجَوْهَر والخَرَزِ، وَتَشُدُّه المرأة بين عاتِقَيْها وكَشْحَيْها‏.‏ ويقال فيه‏:‏ وِشاح وإشاح‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث عائشة <كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يَتَوَشَّحُني ويَنَالُ من رأسِي> أي يُعانِقُني ويُقَبِّلُني

‏(‏س‏)‏ وفي حديث آخر <لا عَدِمْتَ (ضبط في الأصل: <عدمتُ> بالضم وضبطتَه بالفتح من اللسان‏)‏ رَجُلاً وشَّحَك هذا الوِشاح> أي ضَرَبَك هذه الضَّرْبة في مَوضِع الوشَاح‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث المرأة السَّوْداء‏:‏

ويَوْمُ الوِشَاحِ مِن تَعاجيب رَبِّنا ** على أنه مِنْ دَارَةِ الكُفْرِ نَجَّاني

‏(‏في الأصل‏:‏ <ويومَ> بالفتح‏.‏ وضبطته بالضم من اللسان‏.‏ وفيه ألا انه من بلدة‏)‏

كان لِقَوْمٍ وِشَاحٌ فقدُّوه فاتَّهَموها به، وكانت الحِدَأةُ أخذَتْه فألْقَتْه إليهم‏.‏

وفيه <كانت للنبي صلى اللَّه عليه وسلم دِرْعٌ تُسَمَّى ذاتَ الوِشاح>‏.‏

‏{‏وشر‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <أنه لَعَنَ الواشِرة المُوتَشِرة> الواشرة‏:‏ المرأة ‏(‏هذا شرح أبي عبيد، كما في الهروي‏)‏ التي تُحَدِّدُ أسنانَها وتُرَقِّق أطرافَها، تَفْعَلُه المرأة الكبيرة تَتَشَبَّه بالشَّوابّ والمُوتَشِرة‏:‏ التي تأمُر مَن يَفْعَل بها ذلك، وكأنه مِن وشَرْتُ الخَشَبَةَ بالمِيشار، غير مَهْموز، لغة في أشَرْت‏.‏

‏{‏وشظ‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث الشَّعْبيّ <كانت الأوائلُ تقول: إيَّاكم والوَشائِظَ> هُم السَّفِلة، واحدهم‏:‏ وَشِيظ‏.‏

قال الجوهري‏:‏ <الوَشيظُ: لَفيفٌ من الناس، ليس أصلُهم واحدا> وبَنُو ‏(‏هذا قال الكسائي، كما في الصحاح‏)‏ فلان وَشِيظةٌ في قَوْمِهم‏:‏ أي حَشْوٌ فيهم‏.‏

‏{‏وشع‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <والمسجدُ يومئذ وَشيعٌ بسَعَفٍ وخَشَب> الوشِيع‏:‏ شَرِيحة

من السَّعَف تُلْقَى على خَشَب السَّقْف‏.‏ والجمعُ وَشائع‏.‏

وقيل‏:‏ هو عَريشٌ يُبْنى لرئيس العسكر يُشْرِف منه على عسكره‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <كان أبو بكر مع رَسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في الوَشيع يومَ بَدْر> أي في العريش‏.‏

‏{‏وشق‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <أُتِيَ بوَشيقةٍ يابسة من لَحْم صَيْد، فقال: إني حَرامٌ> الوشيقةُ‏:‏ أن يؤخَذ اللحم فيُغْلَى قليلاً ولا يُنْضَج، ويُحْمل في الأسفار‏.‏

وقيل‏:‏ هي القَديدُ‏.‏ وقد وَشَقْتُ اللحمَ واتَّشَقْتُه‏.‏

ومنه حديث عائشة <أُهْدَيتْ لي وَشِيقةُ قديدِ ظَبيٍ فردَّها> وتُجْمَع على وَشِيق، وَوَشائِق‏.‏

ومنه حديث أبي سعيد <كنا نَتَزَوّدُ من وَشيق الحج>‏.‏*وحديث جَيْش الخَبْط <وتَزَوَّدْنا من لحمه وَشائِقَ>‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث حذيفة <أن المسلمين أخْطَأوا بأبيه، فجَعَلوا يَضْرِبونه بسيوفِهم وهو يقول: أبي أبي، فلم يَفْهَموه حتى انْتَهى إليهم، وقد تَوَاشَقُوه بأسيافهم> أي قَطَّعوه وَشائقَ، كما يُقَطَّع اللحم إذا قُدِّد‏.‏

‏{‏وشك‏}‏ *قد تكرر في الحديث <يُوشِك أن يكون كذا وكذا> أي يَقْرُب ويَدْنُو ويُسْرِع‏.‏ يقال‏:‏ أوْشَك يُوشِك إيشاكاً، فهو مُوشِك وقد وشُك وَشْكاً وَوَشَاكةً‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث عائشة <توُشِك منه الفِيئَة (في الأصل: <الفِئة> وفي اللسان‏:‏ <يوشك منه الفَيْئَة> والتصحيح من ا، ومما سبق في مادة ‏(‏فيأ‏)‏‏.‏>‏)‏ أي تُسْرِع الرجُوعَ منه‏.‏ والوشيك‏:‏ السَّريعُ والقريب‏.‏

‏{‏وشل‏}‏ *في حديث عليّ <رِمَالٌ دَمِثَةٌ ، وعُيونٌ وَشِلَة> الوَشَل‏:‏ الماء القليل‏.‏ وقد وَشَل يَشِل وَشَلاناً‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث الحجَّاج <قال لِحَفَّارٍ حَفَر له بِئْراً: أخَسَفْتَ أم أوْشَلْت؟> أي أنْبَطْتَ ماءاً كثيراً أم قليلا ‏(‏في الأصل‏:‏ <قليلا أم كثيرا> والتصحيح من ا، واللسان‏)‏‏؟‏

‏{‏وشم‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <لعَنَ اللَّهُ الوَاشِمَةَ والمُسْتَوْشِمة> ويُرْوَى <المُوتَشِمة> الوَشْمُ‏:‏ أن يُغْرَز الجِلْدُ بإبْرة، ثم يُحْشَى بكُحْل أو نِيلٍ، فيَزرَقّ أثَرُه أو يَخْضَرُّ‏.‏ وقد وَشَمت تَشَمُ وَشْماً فهي واشمة‏.‏ والمُسْتَوْشِمة والمُوتَشِمة‏:‏ التي يُفْعل بها ذلك‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث أبي بكر <لما استَخْلف عمرَ أشْرفَ من كَنيفٍ، وأسماءُ بنتُ عُمَيْسٍ مَوْشُومةُ اليَدِ مُمْسِكَتُه> أي مَنْقُوشةُ اليد بالحِنَّاء‏.‏

وفي حديث علي <واللَّهِ ما كَتَمْتُ وَشْمَةً> أي كَلِمة‏.‏ حكاها الجوهري عن ابن السِّكِّيت <ما عَصَيْتُه وَشْمةً> أي كلمةً

‏{‏وشوش‏}‏ * في حديث سجود السَّهو <فلمَّا انْفَتَل تَوَشْوَشَ القَوْمُ> الوَشْوَشَةُ‏:‏ كَلامٌ مُخْتَلِط خَفِيٌّ لا يَكادُ يُفْهَم وَرَوَاهُ بعْضُهم بالسّين المُهْمَلة‏.‏ ويُريد بِه الكَلامَ الخَفيَّ والوَسْوَسَة‏:‏ الحَرَكةَ الخَفيَّة، وكلامٌ في اخْتِلاطٍ وقد تقدّم‏.‏

‏{‏وشا‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث عَفِيف <خَرَجْنا نَشِي بِسَعْدٍ إلى عُمَرَ> يُقال‏:‏ وَشَى به يَشِي وِشَايةً، إذا نَمَّ عليه وسَعَى به، فهو واشٍ، وجمعُه‏:‏ وُشَاةٌ، وأصلُه‏:‏ اسْتِخْرَاجُ الحديث باللُّطْفِ والسُّؤال‏.‏

ومنه حديث الإفْك <كان يَسْتَوْشيه ويَجْمَعُه> أي يَسْتَخْرِج الحديث بالبَحْث عنه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث الزُّهْرِي <أنه كان يَسْتَوْشِي الحديث (في الهروي: <أي يستخرجه بالبحث والمسألة، كما يستوشي الرجل جَرْيَ الفرس، وهو ضرْب جَنْبَيه بِعَقِبَيْه وتحريكه ليجري. يقال: أوشى فرَسه، واستوشاه>>‏)‏

‏(‏س‏)‏ وحديث عُمَر والمرأةِ العَجُوز <أجاءَتْني النَّائِدُ (في الأصل <أجَأَتْنِي النائِد> والصواب من ا‏.‏ وقد حرّرتُه في مادة ‏(‏نأد> إلى اسْتِيشَاءِ الأباعِدِ> أي ألْجأتْني الدَّوَاهِي إلى مَسْألة الأباعِدِ، واسْتِخْرَاجِ ما في أيْدِيهم‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <فَدَقَّ عُنُقَه إلى عَجْبِ ذَنَبِه فَائْتَشَى (في الأصل، وا: <فايتشى...ايتشى> بالياء‏.‏ وأثبته بالهمز من الهروي، واللسان، والقاموس‏)‏ مُحْدَوْدِباً> يُقال‏:‏ ائْتَشَى ‏(‏في الأصل، وا‏:‏ <فايتشى...ايتشى> بالياء‏.‏ وأثبته بالهمز من الهروي، واللسان، والقاموس‏)‏ العَظْمُ، إذا بَرأَ من كَسْرٍ كان به‏.‏ يَعْنِي أنَّه بَرأَ مع احْدِيدَابٍ حَصل فِيه‏.‏

 باب الواو مع الصاد

‏{‏وصب‏}‏ *في حديث عائشة <أنَا وَصَّبْتُ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم> أي مَرَّضْتُه في وَصَبه‏.‏ والوَصَب‏:‏ دَوام الوَجَع ولُزومُه، كَمرّضْتُه مِن المَرَض‏:‏ أي دَبَّرْتُه في مَرضِه‏.‏ وقد يُطْلق الوَصَبُ على التَّعَب، والفُتُورِ في البَدَن‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث فارعَة، أختِ أميّة <قالت له: هَلْ تَجِد شَيئاً؟ قال: لا، إلا تَوْصِيباً (يروى <توصيما> بالميم، وسيجيء‏.‏ قال الهروي‏:‏ <والتوصيب والتوصيم واحد، كما يقال: دائب، ودائم، ولازِب ولازِم>‏.‏‏)‏ أي فُتُوراً‏.‏

‏{‏وصد‏}‏ *في حديث أصحاب الغَارِ <فَوَقَعَ الجَبَل على بابِ الكَهْف فأوْصَدَه> أي سَدْهُ‏.‏ يُقال‏:‏ أوْصَدْت البَابَ وآصَدْته، إذا أغْلَقْتَه‏.‏ ويُرْوَى بالطاء‏.‏

‏{‏وصر‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث شُرَيح <إن هَذا اشْتَرى مِنّي أرضاً وَقَبَضَ وِصْرَها، فَلا هُو يَرُدّ إليَّ الوِصْرَ، ولا هُو يُعْطيني الثَّمَنَ> الوِصْرُ، ‏(‏هذا شرح القتيبي، كما ذكر الهروي‏)‏ بالكسر‏:‏ كِتابُ الشّراء‏.‏ والأصْل فيه‏:‏ الإصْر، وهو العَهْد، فَقُلِبت الهمزةُ واواً، وَسُمِّي كِتابُ الشِّراء به؛ لِمَا فيه من العُهُود‏.‏ وقد رُوى بالهَمْزَة على الاصْل‏.‏

‏{‏وصع‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <إنَّ العَرْشَ على مَنْكِب إسْرافِيلَ، وإنه لَيَتَواضَعُ للّه تعالى حتى يَصِيرَ مِثلَ الوَصَع، الوَصْع> يُرْوَى بفتح الصادِ وسكونها، وهُو طائر أصْغَرُ من العُصْفورِ، والجَمْع‏:‏ وِصْعَان ‏(‏ضبط في الأصل <وُصْعان> بالضم، وصوابه بالكسر، كغِزْلان، كما ذكر صاحب القاموس‏)‏‏.‏

‏{‏وصف‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <نَهى عن بَيْع المُواصَفة> هو ‏(‏هذا شرح القُتيبي، كما ذكر الهروي‏)‏ أنْ يَبيعَ ما لَيْس عنْده ثُمَّ يَبْتَاعه، فيَدْفَعه إلى المُشْتَرِي‏.‏ قيلَ له ذلك؛ لأنَّه باعَ بالصِّفَة من غير نَظَرٍ ولا حِيازَة مِلْك‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفي حديث عمر <إن لا يَشِفَّ فإنَّه يَصِفُ> يُريد الثَّوْبَ الرَّقيقَ، إن لم يَبِنْ منه الجَسدُ، فإنه لرِقَّته يَصِف البَدن، فيْظْهَر منه حَجْمُ الأعْضاء، فَشَبَّه ذلك بالصِّفَة‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <ومُوْتٌ يُصيب الناسَ حَتَّى يكونَ البيتُ بالوَصيف> الوَصِيفُ‏:‏ العبْد‏.‏ والأَمة‏:‏ وَصِيفَةٌ، وجَمْعُهما‏:‏ وُصَفَاء وَوَصائِف‏.‏ يريد ‏(‏هذا قول شَمِر، كما ذكر الهروي‏)‏ يَكْثُر الموتُ حتى يَصيرَ مُوْضِعُ قَبْرٍ يُشْتَرى بِعَبْد، من كَثْرة المُوْتَى‏.‏ وقَبْرُ الميّت‏:‏ بَيْتُه‏.‏

ومنه حديث أم أيمن <أنَّها كانَتْ وصِيفَةً لِعَبْد المُطَّلب> أي أمَةً‏.‏

‏{‏وصل‏}‏ *فيه <من أراد أن يَطُولَ عُمْرُه فَلْيَصِلْ رَحِمَه> قد تكرر في الحديث ذِكر صِلَة الرَّحِم‏.‏ وهي كناية عن الإحْسان إلى الأقْرَبينَ، من ذَوِي النَّسَب والأصْهار، والتَّعَطُّفِ عليهم، والرِّفْقِ بهم، والرِّعايةِ لأحْوالِهم‏.‏

وكذلك إنْ بَعُدُوا أو أسَاءوا‏.‏ وَقَطْعُ الرِّحِم ضِد ذلك كُلِّه ‏.‏ يُقال‏:‏ وَصَل رَحِمَهُ يَصِلُها وَصْلاً وَصِلَةً، والهاء فيها عِوَض من الواو المَحْذوفة، فكأنه بالإحْسان إليهم قد وَصَل ما بَينه وبَينَهم من عَلاقة القَرابة والصِّهْر‏.‏

وفيه ذكر <الوَصِيلة> هي الشاة إذا وَلَدَتْ سِتَّة أبْطُن، أُنْثَيَيْنِ أُنْثَيْين، وولَدَت في السابعة ذَكرا وأنْثَى،

قالوا‏:‏ وصَلَت أخاها، فأحَلُّوا لَبَنَها لِلرِّجال، وحرَّموه على النِّساء‏.‏

وقيل‏:‏ إن كان السابع ذَكَراً ذُبِحَ وأكل منه الرِجالُ والنِساء وإن كانت أنثى تُركَتْ في الغَنَم، وإن كان ذكراً وأنْثَى قالوا‏:‏ وَصَلت أخاها، ولم تُذْبح، وكان لَبنُها حراما على النساء‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث ابن مسعود <إذا كُنتَ في الوَصيلة فأعْطِ راحِلَتَك حَظَّها> هي العِمارَةُ والخِصْبُ‏.‏

وقيل‏:‏ الأرض ذاتُ الكَلأ، تتَّصِل بأخرى مِثلِها‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث عمرو <قال لمعاوية: ما زِلْتُ أرُمُّ أمْرَك بِوَذَائِلِه، وأصِلُه بِوَصَائله> هي ثِيابٌ حُمْرٌ مُخْطَّطة يمانيَة ‏(‏ضبط في الأصل وا‏:‏ <يمانِيَّة> بالتشيديد وصححته بالتخفيف من الهروي‏)‏‏.‏

وقيل‏:‏ أراد بالوصائل ما يُوصَل به الشيءْ يقول‏:‏ ما زِلتُ أدَبِّر أمرك بما يَجب أن يُوصَل به من الأمور التي لا غِنَى ‏(‏في الأصل‏:‏ <غِنىً> بالتنوين‏.‏ وأثبته بالتخفيف من ا، واللسان‏)‏ به عنها، أو أراد أنه زَيَّن أمره وحَسَّنه، كأنه ألبَسه الوصائل‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <إنّ أوّلَ من كَسا الكعبةَ كُسْوةً كاملةً تُبَّع، كسَاها الأنْطَاعَ (في ا: <الأنماط>‏)‏ ثم كساها الوَصائِلَ> أي حِبَر اليمن‏.‏

‏(‏ه س‏)‏ وفيه <أنه لَعن الواصلَة والمُسْتَوصِلة> الواصِلة‏:‏ التي تَصِل شَعْرَها بشَعْرٍ آخرَ زُورٍ، والمُسْتَوصِلة‏:‏ التي تأمُر مَن يَفْعَل بها ذلك‏.‏

ورُوي عن عائشة أنه قالت‏:‏ ليْست الواصِلة بالتي تَعْنون، ولا بأس أن تَعْرَى المرأةُ عن الشَّعَر، فتَصل قَرْنا من قُرُونها بصُوفٍ أسوَد، وإنما الواصلة‏:‏ التي تكون بَغِيّاً في شَبيبتِها، فإذا أسَنَّتْ وصَلْتها بالقيادة‏.‏

وقال أحمد بن حَنبل لمّا ذُكر له ذلك‏:‏ ما سَمْعتُ بأعْجَبَ من ذلك‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <أنه نَهى عن الوِصالِ في الصَّوم> هو ألا يُفْطِرَ يَوْمَيْن أو أيَّاما‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <أنه نهى عن المُواصَلة في الصلاة، وقال: إنَّ امْرأً وَاصَل في الصلاة خَرَجَ منها صِفْراً> قال عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل‏:‏ ما كُنّا نَدْري ما المُواصَلة في الصلاة، حتى قَدِم علينا الشافعي، فمضى إليه أبي فسأله عن أشياء، وكان فيما سأله عن المُواصَلة في الصلاة، فقال الشافعي‏:‏ هي في مَواضِعَ ، منها‏:‏ أن يقول الإمام <وَلا الضَّالِّينَ> فيقول مَن خَلْفَه <آمِينَ> مَعاً‏:‏ أي يقولَها بَعْد أن يَسْكُت الإمام‏.‏

ومنها أن يَصلَ القراءة بالتَّكْبير‏.‏

ومنها‏:‏ السلام عليكم ورحمة اللَّه، فيَصِلُها بالتَّسْليِمة الثانية، الأولَى فَرْضٌ والثانية سُنَّة، فلا يُجْمَع بَينهما‏.‏

ومنها‏:‏ إذا كَبَّر الإمام فلا يُكَبِّرْ معه حتى يَسْبِقَه ولو بواوٍ

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث جابر <أنه اشْتَرى منِّي بَعيراً وأعطاني وَصْلاً من ذَهَب> أي صِلةً وهِبَة، كأنه ما يَتَّصِل به أو يَتَوصَّل في مَعاشِه ووصَله، إذا أعطاه مَالاً‏.‏ والصِّلَة‏:‏ الجائزة والعَطيَّة‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث عُتبة والمِقْدام <أنهما كان أسْلَما فتَوصَّلا بالمُشْركين حتى خَرجا إلى عُبَيْدة بن الحارِث> أي أرَيَاهم أنهما معهم، حتى خَرجا إلى المسلمين، وتَوصَّلا‏:‏ بمعنى تَوسَّلا وتَقَرّبَا‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث النُّعْمان بن مُقَرِّن <أنه لما حَمل على العَدُوّ ما وَصَلْنا كَتِفَيْه حتى ضَرب في القَوْم> أي لم نَتَّصِل به ولم نَقْرُب منه حتى حَمل عليهم، من السُّرْعَة‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي الحديث <رأيتُ سَبَباً واصِلاً من السماءِ إلى الأرض> أي مَوْصُولا، فاعِل بمعنى مفعول، كماءٍ دافِق‏.‏ كذا شُرِح ولو جُعِل على بابه لم يبْعُد‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث عليّ <صِلُوا السُّيوفَ بالخُطَا، والرِّماحَ بالنَّبْل> أي إذا قَصُرتِ السُّيوف عن الضَّرِيبة فَتَقَدّموا تَلْحَقوا‏.‏ وإذا لم تَلْحَقْهُم الرِماح فارْمُوهُم بالنَّبْل‏.‏

ومن أحْسَن وأبْلَغ ما قيل في هذا المعنى قول زُهَير ‏(‏ديوانه ص 54، والرواية فيه‏:‏

يَطْعَنُهم ما ارتَمُوْا حتى إذا اطَّعَنُوا ** ضارَبَ حتى إذا ما ضارَبُوا اعْتَنَقَا

‏)‏‏:‏

يَطْعَنُهُم ما ارْتَمَوْا حَتَّى إذا طَعَنُوا ** ضارَبَهُم فإذَا ما ضَارَبُوا اعْتَنَقَا

‏)‏

‏(‏ه‏)‏ وفي صِفَته صلى اللَّه عليه وسلم <أنه كان فَعْمَ الأوْصال> أي مُمْتَلىء الأعْضاء، الواحِدُ‏:‏ وِصْل، وُصْل ‏(‏في الأصل <وَصْل> بفتحة‏.‏ وفي ا‏:‏ <وَصَل> بفتحتين‏.‏ وكل ذلك خطأ‏.‏ إنما هو بالكسر والضم كما في القاموس، بالعبارة، واللسان، بالقلم‏)‏

وفيه <كان اسمُ نَبْلة صلى اللَّه عليه وسلم المُوتَصِلة> سَمِّيَتْ بها تَفاؤلا بوُصولِها إلى العَدُوّ والمُوتَصِلة، لغةُ قُرَيش، فإنها لا تُدْغِم هذه الواوَ وأشباهَها في التَّاء فتقول‏:‏ مُوتَصِل، ومُوتَفِق، ومُوتَعِد ونَحْو ذلك‏.‏ وغيرهم يُدْغِم فيقول مُتَّصِل، ومُتَّفِق، ومُتَّعِد‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <مَن اتَّصَل فأعِضُّوه> أي من ادَّعى دَعْوى الجاهِليَّة، وهي قولُهم‏:‏ يالَفُلانٍ فأعِضُّوه‏:‏ أي قُولوا له‏:‏ اعْضُض أيْرأبيك‏.‏ يقال‏:‏ وَصَل إليه واتَّصَل، إذا انْتَمَى‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث أُبَيّ <أنه أعَضَّ إنساناً اتَّصَل>‏.‏

‏{‏وصم‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <وإنْ نام حَتَّى يُصْبِحَ أصبَحَ ثَقِيلاً مُوَصَّما> الوَصَم‏:‏ الفَتْرةُ والكَسَلُ والتَّوَاني‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه كتاب وائل بن حُجْر <لا تُوْصِيمَ في الدِّين> أي لا تَفْتَروا في إقامة الحُدود، ولا تُحَابُوا فيها‏.‏

ومنه حديث فارِعة، أختِ أُميّة <قالت له: هَلْ تَجِدُ شيئاً؟ قال: لا، إلا تُوْصيماً في جَسَدِي> ويُرْوَى بالْبَاء‏.‏ وقد تقدّم‏.‏

 باب الواو مع الضاد

‏{‏وضأ‏}‏ *قد تكرر في الحديث ذكر <الوَضُوء والوُضُوء> فالْوَضُوء، بالفَتْح‏:‏ الْماء الذي يُتَوَضَّأ به، كالفَطُور والسَّحور، لِمَا يُفْطَر عليه ويُتَسَحَّر به‏.‏ والوُضُوء، بالضَّم‏:‏ التَّوَضُّؤُ، والفِعلُ نَفْسُه‏.‏ يقال‏:‏ تَوَضَّأتُ أتَوَضَّأ تَوَضُّؤاً وَوُضُوءاً، وقد أثْبَت سِيبَوَيْه الوَضُوء والطَّهُور والوَقُود، بالفتح في المَصادر، فهي تَقَع على الاسم والمَصْدر‏.‏

وأصْلُ الكَلِمَة من الوَضَاءةِ، وهي الحُسْن‏.‏ وَوُضُوء الصلاة معروف‏.‏ وقد يُرادُ به غَسْلُ بَعْض الأعْضاء‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <تَوَضَّأوا مِمَّا غَيَّرتِ النارُ> أراد به غَسْلَ الأيدي والأفْواه من الزُّهُومة‏.‏

وقيل‏:‏ أراد به وُضُوء الصلاة‏.‏ وذَهَب إليه قَوْم من الفُقَهاء‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث الحسن <الوُضُوء قبْلَ الطَّعام يَنْفِي الفَقْر، وبَعْدَه يَنْفي اللَّمَم> ‏(‏بعده في الهروي‏:‏ <وأراد التوضؤ الذي هو غسل اليد>‏)‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث قَتادة <مَن غَسَل يَدَه فقد تَوضَّأ>‏.‏

وفي حديث عائشة <لقَلَّما كانَت امْرَأةٌ وضِيئةٌ عِنْد رَجُل يُحِبُّها> الوَضَاءة‏:‏ الحُسْن والبَهْجة‏.‏ يقال‏:‏ وَضُأَت فهي وَضِيئة‏.‏

ومنه حديث عُمر لِحَفْصَة <لا يَغُرُّكِ أنْ كانت جارَتُكِ هِيَ أوْضَأَ مِنْك> أي أحْسَنَ‏.‏

‏{‏وضح‏}‏ *فيه <أنه كان يَرْفَعُ يَدَيْه في السُّجود حَتَّى يَبِينَ وَضَحُ إبْطَيْه> أي البَياض الذي تَحْتُهُما‏.‏ وذلك للْمُبالَغَة في رَفْعَهِما وتَجافِيهما عن الجَنْبَيْن‏.‏ والوَضَح‏:‏ البياض من كلّ شيء‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث عمر <صُومُوا من الوَضَح إلى الوَضَح> أي من الضَّوء إلى الضَّوء‏.‏

وقيل‏:‏ من الهِلال إلى الهِلال، وهو الوَجْه؛ لأنَّ سِيَاق الحديث يَدُلُّ عليه‏.‏ وتَمَامُه <فإنْ خَفِيَ عليكم فأتِمُّوا العِدّةَ ثلاثين يوما>‏.‏

‏(‏ه س‏)‏ ومنه الحديث <أمَرَ بِصِيَام الأوَاضِح> يُريدُ أيَّامَ اللَّيالِي الأوَاضِح‏:‏ أي البيض‏.‏ جَمْعُ واضحَة، وهي ثالث عَشَرَ، ورابع عَشَر، وخامس عَشَر‏.‏ والأصْلُ‏:‏ وَوَاضِح، فقُلِبَتِ الواوُ الأولى هَمْزة‏.‏

‏(‏ه س‏)‏ ومنه الحديث <غَيِّروا الوَضَح> أي الشَّيْب، يعني اخْضِبُوه‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <جاء رجل بِكَفِّه وَضَحٌ> أي بَرَصٌ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث الشَّجَاج ذِكر <المُوضِحَة> في أحاديثَ كثيرة‏.‏ وهي التي تُبْدِي وَضَحَ العَظْم‏:‏ أي بياضَه‏.‏ والجمع‏:‏ المَواضِح‏.‏ والتي فُرِض فيها خَمْسٌ من الإبلِ هي ما كان منها في الرأس والوَجْه‏.‏ فأما المُوضِحة في غيرهما ففيها الحُكُومَة‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <أنَّ يَهودِيّاً قَتَلَ جاريةً على أوْضَاحٍ لها> هي ‏(‏هذا شرح أبي عبيد، كما في الهروي‏)‏ نَوْع من الحُلِّيِ يُعْمَل من الفِضَّة، سُمِّيت بها؛ لبياضها، واحِدُها‏:‏ وَضَحٌ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <أنه كان يَلْعَب مع الصِّبْيان بعَظْمِ وَضَّاحٍ> هي لُعْبَةٌ لِصِبْيان الأعراب‏.‏ وقد تقدم في حرف العين‏.‏ وَوَضّاح‏:‏ فَعَّال، من الوُضُوح‏:‏ الظُّهور‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <حتى ما أوْضَحوا بضاحِكة> أي ما طَلَعوا بضاحِكة ولا أبْدَوْها، وهي إحدى ضواحِك الأسنان ‏(‏هكذا في الأصل، وا‏.‏ وفي النسخة 517، واللسان‏:‏ <الإنسان>‏.‏‏)‏ التي تَبْدُوا عند الضَّحِك‏.‏ يقال‏:‏ من أيْنَ أوضَحْتَ‏؟‏ أي طَلَعْت‏.‏

‏{‏وضر‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <أنه رأى بعَبْدِ الرحمن بن عَوْف وَضَراً من صُفْرة، فقال: مَهْيَمْ> أي لَطْخاً من خَلُوق، أو طِيبٍ له لَونٌ، وذلك من فِعل العَرُوس إذا دخل على زوْجَته‏.‏ والوَضَر‏:‏ الأثَر من غير الطِّيب‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <فجعل يأكل ويَتَتَبَّع باللُّقْمة وَضَرَ الصَّحْفَة> أي دَسَمَها وأثَرَ الطَّعَام فيها‏.‏

ومنه حديث أمِّ هانىء <فَسَكَبْتُ له في صَحْفَةٍ إنِّي لأَرى فيها وَضَر العَجِين>‏.‏

‏{‏وضع‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث الحج <وأوْضَع في وادي مُحَسِّر> يقال‏:‏ وَضَع البعير يَضَعُ وَضْعاً، وأوْضَعَه راكِبُه إيضَاعاً، إذا حَمله على سُرْعَة السَّير‏.‏

ومنه حديث عمر <إنك واللَّهِ سَقَعْتَ الحاجِبَ، وأوْضَعْتَ بالراكِب> أي حَملْته على أنْ يُوضِع مَرْكُوبَه‏.‏

ومنه حديث حُذَيْفة بن أُسَيد <شَرُّ الناس في الفتْنة الراكِبُ المُوضِع> أي المُسْرِع فيها‏.‏ وقد تكرر في الحديث‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <مَن رَفَع السلاحَ ثم وَضَعَه فدَمُه هَدَرٌ> وفي رواية <مَن شَهَر سَيْفَه ثم وَضَعَه> أي مَن قاتَل به، يَعْني في الفتْنة‏.‏ يقال‏:‏ وَضَع الشَّيءَ من يَدِه يَضَعُه وَضْعاً، إذا ألقاه، فكأنه ألقاهُ في الضَّريبة‏.‏

ومنه قول سَدَيْف للسَّفَّاح‏:‏

فَضَعِ السَّيفَ وارْفَعِ السَّوطَ حتَّى ** لا تَرى فَوْق ظَهرِها أُمَوِيَّا

أي ضَعِ السَّيف من المَضْرُوب به، وارْفَعِ السَّوطَ لِتَضْرِبَ به‏.‏

ومنه حديث فاطمة بنت قيس <لا يَضَع عَصاه عن عاتِقه> أي أنه ضَرَّابٌ للنساء‏.‏

وقيل‏:‏ هو كناية عن كَثْرة أسْفارِه؛ لأن المُسافِر يَحْمِل عصاه في سَفَره‏.‏

وفيه <إنّ الملائكة تَضَع أجْنِحَتَها لِطالِب العلم> أي تَفْرُشُها، تَفْرِشُها لتَكُون تَحْتَ أقدامِه إذا مشى‏.‏ وقد تقدّم معناه مُسْتَوْفىً في حرف الجيم‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <إن اللَّهَ واضعٌ يَدَه لُمِسِيء الليل لِيَتُوبَ بالنهار، ولُمِسِيء النهار لِيَتُوبَ بالليل> أراد بالوَضْع ها هنا البَسْط‏.‏ وقد صرّح به في الرواية الأخرى <إنّ اللَّه باسِطٌ يَدَه لُمِسِيء الليل> وهو مَجَازٌ في البَسْط واليَد، كَوَضْع أجْنِحَة الملائكة‏.‏

وقيل‏:‏ أراد بالوَضْع الإمْهَالَ، وَتركَ المُعاجَلة بالعُقُوبة‏.‏ يقال‏:‏ وَضَع يَدَه عن فلان، إذا كَفَّ عنه‏.‏ وتكون اللام بمعنى عن‏:‏ أي يَضَعُها عنه، أو لامُ أجْلِ‏:‏ أي يَكُفُّها لأجْلِه‏.‏ والمعنى في الحديث أنه يَتَقاضَى المُذْنِبين بالتَّوْبَة لِيَقْبَلَها منهم‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث عمر <أنه وَضَع يَدَه في كُشْية ضَبٍّ، وقال: إن النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم لم يُحَرِّمْه> وَضْعُ اليدِ‏:‏ كِناية عن الأخْذ في أكلِه‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <يَنْزِل عيسى بن مريم عليه السلام فيَضَع الجِزْيةَ> أي يَحْمِل الناسَ على دين الإسلام، فلا يَبْقَى ذمِّيٌّ تَجْري عليه الجِزْية‏.‏

وقيل‏:‏ أراد أنه لا يَبْقَى فَقيرٌ مُحْتاج؛ لإستِغناءِ الناس بكَثْرة الأمْوال، فتُوضَع الجِزْية وتَسْقُط، لأنها شُرِعَت لِتزيدَ في مَصالح المسلمين وتَقْوِيةً لهم، فإذا لم يَبْقَ مُحْتاجٌ لم تُؤْخَذ ‏(‏قال صاحب اللسان‏:‏ <هذا فيه نظر، فإن الفرائض لا تُعَلَّل، ويطَّرد على ما قاله الزكاةُ أيضا، وفي هذا جُرأةٌ على وَضْع الفرائض والتعبُّدات>‏.‏‏)‏

ومنه الحديث <وَيَضَع العِلَم> أي يَهْدِمُه ويُلْصِقُه بالأرض‏.‏

والحديث الآخر <إن كنتَ وضَعْتَ الحرْبَ بيْنَنا وبينهم> أي أسْقَطْتَها‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <من أنْظَر مُعْسِراً أو وَضَع له> أي حَطَّ عنه من أصل الدَّيْن شيئاً ‏(‏الذي في الهروي‏:‏ <أي حَطَّ له من رأس المال شيئا>‏)‏

ومنه الحديث <وإذا أحدُهُما يَسْتَوْضع الآخَرَ ويَسْتَرْفِقُه> أي يَسْتَحِطُّه من دَيْنِه‏.‏

وفي حديث سعد <إن كان أحدُنا ليَضَعُ كما تَضَع الشاة> أراد أنّ نَجْوَهُم كان يَخْرُج بَعْراً؛ ليُبْسِه من أكلِهم وَرَقَ السَّمُر، وعَدَمِ الغِذاء المألوف‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفي حديث طَهْفة <لكم يا بَنِي نَهْدٍ وَدَائعُ الشِّرك، ووَضائعُ المِلْك> الوضائع‏:‏ جمع وَضِيعة وهي الوظيفة التي تكون على المِلْك، وهي ما يَلْزم الناسَ في أموالِهم؛ من الصَّدقة والزكاة‏:‏ أي لكم الوظائِفُ التي تَلْزمُ المسلمين، لا نَتجاوَزُها معكم، ولا نَزيدُ عليكم فيها شيئاً‏.‏

وقيل‏:‏ معناه ما كان مُلوكُ الجاهليَّة يُوظِّفون على رعيَّتِهم، ويَسْتأثرون به في الحروب وغيرِها من المَغْنَم‏:‏ أي لا نأخُذ منكم ما كان مُلوكُكم وظَّفوه عليكم، بل هُو لَكم‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <إنه نَبيٌّ، وإنّ اسمَهُ وصُورتَه في الوَضائع> هي كُتُبٌ تُكْتَب فيها الحِكْمة‏.‏ قاله الأصمعيّ‏.‏

وفي حديث شُرَيح <الوَضيعة على المال، والرِّبْحُ على ما اصْطَلَحا عليه> الوَضيعة‏:‏ الخَسارة‏.‏ وقد وُضِعَ في البَيْع يُوضَع وَضيعةً‏.‏ يعني أن الخَسارة من رأسِ المال‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <أن رجُلاً من خُزاعَةَ يقال له: هِيتٌ كان فيه تُوْضيع> أي تَخْنيث‏.‏

‏{‏وضم‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث عمر <إنما النساءُ لَحْمٌ على وَضَم، إلا مَاذُبَّ عنه>

الوَضَم‏:‏ ‏(‏هذا شرح الأصمعي، كما ذكر الهروي‏)‏ الخَشَبة أو البَارية التي يُوضَع عليه اللحم، تَقيه من الأرض‏.‏

وقال الزمخشري‏:‏ <الوَضَم: [كلُّ] (ليس في الفائق 2/411) ما وَقَيْتَ به اللحم من الأرض> أراد أنَّهُنّ في الضُّعف ‏(‏هكذا بالضم في الأصل، وفي ا بالفتح‏.‏ قال صاحب المصباح‏:‏ <الضَّعْف، بفتح الضاد في لغة تميم. وبضمها في لغة قريش>‏)‏ مثلُ ذلك اللحم الذي لا يَمتَنع على أحدٍ إلا أن يُذَبَّ عنه ويُدْفَعَ‏.‏

قال الأزهري‏:‏ إنما خَصَّ اللحمَ على الوَضَم وشَبَّه به النساء؛ لأنَّ من عادة العَرب إذا نُحِر بَعيرٌ لجماعة يَقتَسمون لَحمه أن يَقْلَعُوا شَجَراً ‏(‏في الهروي‏:‏ <شَجراً كثيراً>‏)‏ ويُوضَم بعضُه على بعض، ويُعَضَّى اللحمُ ويُوضَع عليه، ثم يُلْقَى لَحمُه عن عُرَاقه، ويُقَط

كلُّ واحدٍ قِسْمه عن الوَضَم إلى بَيْتِه، ولم يَعْرِض له أحد‏.‏ فشَبَّه عُمر

النِساءَ وقلَّةَ امتناعِهنّ على طُلابِهنّ من الرجال باللحم ما دامَ على الوَضَم‏.‏

‏{‏وضن‏}‏ *في حديث علي <إنك لَقَلِقُ الوَضِين> الوَضِين‏:‏ بِطانٌ مَنْسُوج بعضُه على بعض، يُشَدّ به الرَّحل على البعير كالحِزَام للسَّرج‏.‏ أراد أنه سريع الحَركة‏.‏ يَصفه بالخِفَّة وقلَّة الثَّبات، كالحزام إذا كان رِخْوا‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث ابن عمر‏:‏

إلَيْكَ تَعْدُو قَلِقاً وَضِينُها *

أراد أنها قد هُزِلَتْ ودَقَّت للسَّير عليها‏.‏

هكذا أخْرجه الهَروِي والزَّمخشري عن ابن عُمَر‏.‏ وأخْرَجه الطَّبرانيّ في <المُعْجَم> عن سَالِم عن أبيه‏:‏ أنَّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أفاض من عَرفاتٍ وهو يَقول‏:‏

إلَيْكَ تَعْدُو قَلِقاً وضِينُها *

 باب الواو مع الطاء

‏{‏وطأ‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <زَعَمَتِ المرأة الصَّالحة خَوْلَةُ بنْتُ حَكِيم أنَّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم خَرج وهو مُحْتَضِنٌ أحَدَ ابْنَي ابْنَتَيه وهو يَقول: إنَّكم لَتُبَخِّلون وتُجَبِّنُون وتُجَهِّلُون، وإنكم لَمِن رَيْحانِ اللَّه، وإنَّ آخِرَ وَطْأةٍ وَطِئَها (رواية الهروي: <أخر وطأةٍ للَّهِ بوج) اللَّهُ بِوَجّ> أي تَحْمِلون على البُخْل والجُبْن والجَهل‏.‏ يعني الأوْلاد، فإنَّ الأبَ يَبْخَل بإنْفاق مَالِه ليخَلِّفَه لهُم، ويَجْبُن عن القِتال لِيَعيشَ لهُم فيُرَبَّيَهم، ويَجْهَل لأجْلِهم فَيُلاعِبهم‏.‏

وَرَيْحان اللَّه‏:‏ رِزْقه وعَطاؤه‏.‏

وَوَجّ‏:‏ من الطائف‏.‏

والوَطْء في الأصل‏:‏ الدَّوْس بالقَدَم، فسُمَّيَ به الغَزْوُ والقتل؛ لأنَّ مَن يَطَأ على الشَّيء بِرِجْلِه فقد اسْتَقْصَى في هَلاكه وإهانته‏.‏ والمعْنَى أنَّ آخِرَ أخْذَةٍ وَوَقْعةٍ أوْقَعَها اللَّه بالكُفَّار كانت بِوَجّ، وكانَت غَزْوَة الطَّائف آخِرَ غَزَواتِ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فإنَّه لم يَغْزُ بَعْدَها إلاَّ غَزْوةَ تَبُوك، ولم يكن فيها قِتال‏.‏

وَوَجْه تَعَلُّق هذا القول بما قَبْلَه من ذكْر الأوْلادِ أنَّه إشَارة إلى تَقْلِيل ما بَقِيَ من عُمُره، فكَنى عنه بذلك‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديثه الآخر <اللَّهُم اشْدُدْ وَطْأتَكَ على مُضَرَ> أي خُذْهُم أخْذاً شدِيدا‏.‏

ومنه قول الشاعر‏:‏

وَوَطِئْتَنا وَطْأً عَلَى حَنَقٍ ** وَطءَ المُقَيَّدِ نَابِتَ الهَرْمِ

وكان حمّاد بن سَلَمة يَرْويه <اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْدتَك على مُضَر> والوَطْدُ‏:‏ الإثْباتُ والغُمْزُ في الأرض‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفيه <أنه قال للخُرّاص: احْتاطُوا لأهل الأموال في النَّائِبة والواطِئة> الوَاطِئة‏:‏ المَارّة والسَّابِلَة، سُمُّوا بذلك لوَطْئِهم الطريقَ‏.‏ يقُول‏:‏ اسْتَظْهِرُوا لَهُم في الخَرْص، لِمَا يَنُوبُهم يَنْزل بهم من الضِّيفان‏.‏

وقيل‏:‏ الوَاطِئة‏:‏ سُقَاطَة التَّمر تَقَع فَتُوطَأ بالأقْدام، فهيَ فاعِلَة بمعنى مَفْعولَة‏.‏

وقيل ‏(‏القائل هو أبو سعيد الضرير، كما ذكر الهروي‏)‏‏:‏ هي من الوَطَايَا، جَمْع وَطِيئة، وهي تَجْري مَجْرَى العَريَّة، سُمِّيَت بذلك لأنَّ صاحِبَها وَطَّأهَا لأهْلِه‏:‏ أي ذَلَّلها وَمَهَّدها، فيها لا تدخل في الخَرْص‏.‏

ومنه حديث القَدَر <وآثَارٍ (ضبط في الأصل: <وآثارٌ> بالرفع، وأثبتُّه بالجر من ا، واللسان‏)‏ مَوْطُوءة> أي مَسْلُوكٍ عَلَيْها بما سَبق به القَدَرُ، من خَيْرٍ أو شَرّ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <ألاَ أُخْبِرُكم بأحَبِّكُم إليّ وأقْرَبِكم مِنّي مَجالِسَ يَوْمَ القِيامة؟ أحاسِنُكم أخْلاقاً، المُوَطَّأون أكْنافاً، الَّذين يَألَفُون ويُؤْلَفُون> هذا مَثَل، وحقيقَتُه من التَّوْطِئة، وهي التَّمهيد والتَّذليل‏.‏ وَفِرَاشٌ وَطِيءٌ‏:‏ لا يُؤذِي جَنْبَ النَّائم‏.‏ والأكْنافُ‏:‏ الجَوانِب‏.‏ أرادَ الذين جوانِبُهم وَطِيئةٌ، يتمكَّن فيها مَن يُصاحِبُهم ولا يَتأذَّى‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <أنَّ رِعاءَ الإبِل وَرعَاءَ الغَنَم تَفاخَرُوا عِنده، فأوْطَأهُم رِعاءَ الإبِل غَلَبَةً> أي غَلَبُوهُم وقَهُرُوهم بالحُجّة‏.‏ وأصْلُه أنَّ مَن صَارعْتَه أو قاتَلْتَهُ فَصَرعْتَه أو أثْبَتَّه فقَد وَطِئْتَه وأوطَأتَه غَيْرَك‏.‏ والمعنى أنه جَعَلَهُم يُوطأون قَهْراً وغَلَبَة‏.‏

وفي حديث عليّ، لَمَّا خَرَج مُهاجِراً بَعْدَ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم <فجَعَلْتُ أتَّبِعُ مَآخِذَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فأطَأ ذِكْرَه حتَّى انْتَهَيْت إلى العَرْج> أراد‏:‏ إني كنتُ أغطِّي خَبَره مِن أوّل خُروجي إلى أن بَلَغْت العَرْج، وهو مَوْضِع بين مكة والمدينة‏.‏ فكَنَى عن التَّغْطِيَة والإيهام بالوطءِ، الذي هو أبْلَغ في الإخفاء والسَّتْر‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث النِّساء <ولكم عَلَيْهنّ ألاّ يُوطِئن فُرُشَكم أحداً تَكرهونَه> أي لا يَأذَنّ لأحدٍ من الرجال الأجانِب أن يَدْخُلَ عليهِنَّ، فيَتَحدَّثَ إليْهنَّ‏.‏ وكان ذلك من عادة العرب، لا يَعْدّونه رِيبَة، ولا يَروْن به بأساً، فلما نزَلت آية الحِجاب نُهُوا عن ذلك ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث عَمّار <أن رجلا وَشَى به إلى عُمَر فقال: اللهم إن كان كَذَب فاجْعَلْه مُوَطَّأَ العَقِب> أي كَثيرَ الأتْباع‏.‏ دعا عليه بأن يكون سُلْطاناً أو مُقَدَّما أو ذَا مَال، فيَتْبَعُه الناس ويَمْشُون وَرَاءه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي <إن جبريل صَلّى بي العِشاء حين غاب الشَّفَقُ، واتَّطَأ العِشاء> هو افْتَعل، من وَطَّأْتُه‏.‏ يقال‏:‏ وَطَّأْت الشَّيءَ فاتَّطأ‏:‏ أي هَيَّأته فتَهَيَّأ‏.‏ أراد أن الظلام كَمُلَ وواطَأ بَعْضُه بعضا‏:‏ أي وافَق‏.‏

وفي الفائق‏:‏ <حين غاب الشَّفق وأْتَطى العِشاءُ> قال‏:‏ وهو من قَوْلِ بَني قَيْس‏:‏ <لم يَأتَطِ (قبل هذا في الفائق 3/170: <لم يأْتَطِ السِّعْرُ بعدُ، أي لم يطمئن ولم يبلغ نهاه ولم يستقم>‏)‏ الجَدَادُ، الجِدادُ ومعناه‏:‏ لم يأتِ ‏(‏الذي في الفائق‏:‏ <لم يَحِنْ>‏)‏ حِينُه‏.‏ وقد ائْتَطَى يأتَطي، كائْتَلى ‏(‏في الأصل وا‏:‏ <ايتطى...كايتلى> بالياء‏.‏ وأثبته بالهمز من الفائق، واللسان‏)‏ يَأتَلِي>، بمعنى المُوافَقَى والمُسَاعَفَة‏.‏

قال‏:‏ <وفيه وَجْهٌ آخر: أنه (في الفائفق 3/171: <وهو أن الأصل: ائتَطَّ، افتعل>‏)‏ افْتَعَل من الأطيط؛ لأنَّ العَتَمة وقْتُ حَلْب الإبِل، وهي حِنَئذٍ تَئِطُّ، أي تَحِنّ إلى أوْلادِها، فَجعل الفِعْل للعِشاء وهُو لها اتِّسَاعا>‏.‏

وفي حديث ليلة القَدْر <أرَى رُؤياكُم قد تَواطَتْ في العَشْر الأوخِر> هكذا رُوِي بِتَرْك الهمز، وَهُو من المُواطَأة‏:‏ الموافَقَة‏.‏ وحَقيقَتُه كأنّ كُلاًّ منهما وَطِىءَ ما وَطِئه الآخَر‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث عبد اللَّه <لا نَتَوضأ (في الأصل، وا: <لا تتوضأ> بتاء، وأثبته بالنون من اللسان‏)‏ من مَوْطَأ> أي ما يُوطَأ من الأذى في الطريق‏.‏ أرادَ لا نُعِيدُ ‏(‏في الأصل‏:‏ <يعيد> بياء‏.‏ وأثبته بالنون من ا، واللسان‏)‏ الوُضوءَ منه، لا أنهم كانوا لا يَغْسِلُونه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <فأخْرَج إلَيْنا ثَلاثَ أُكَلٍ من وَطِيئَة> الوَطيئةُ‏:‏ الغِرَارة يكون فيها الكَعْكُ والقَدِيدُ وغيرُه‏.‏

وفي حديث عبد اللَّه بن بُسْر <أتَيْناه بوَطيئة> هي طعامٌ يُتَّخَذ من التَّمر كالحَيْس‏.‏

ويُرْوَى بالباء الموحدة، وقيل‏:‏ هو تَصْحيف‏.‏

‏{‏وطب‏}‏ *في حديث عبد اللَّه بن بُسْر <نزَل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم على أبي فَقَرَّبْنا إليه طعاما، وجاءه بِوَطْبَة فأكَلَ منها> رَوَى

الحُمَيْدِيّ هذا الحديث في كتابه <فَقرّبْنا إليه طعاماً وَرُطَبةً فأكل منها> وقال‏:‏ هكذا جاء فيما رأيناه من نُسَخ كتاب ‏(‏انظر رواية مسلم في صحيحه ‏(‏باب استحباب وضع النوى خارج التمر، من كتاب الأشربة> مُسْلم <رُطَبَة> بالراء، وهو تَصْحيف من الرَّاوي‏.‏ وإنما هُو بالواو‏.‏

وذكره أبو مسعود الدِّمَشْقِي وأبو بكر البَرْقانيّ في كتابَيْهما بالواو وفي آخره‏:‏ قال النَّضر ‏(‏هو النضر بن شُمَيل، كما في النووي 13/225‏)‏‏:‏ الوَطْبَة‏:‏ الحَيْسُ، يُجْمَعُ بين التَّمر والأقِط والسَّمْن‏.‏ ونَقَله عن شُعْبة على الصّحة بالواو‏.‏

قلتُ‏:‏ والذي قَرَأتُه في كتاب مُسْلم <وَطْبَة> بالواو‏.‏ ولعلّ نُسَخَ الحُمَيْدِيّ قد كانت بالراء ‏(‏قال الإمام النووي‏:‏ <وهذا الذي ادعاه [أي الحميدي] على نسخ مسلم هو فيما رآه هو، وإلا فأكثرها بالواو... ونقل القاضي عياض عن رواية بعضهم في مسلم: وَطِئة. بفتح الواو وكسر الطاء، وبعدها همزة... والوطئة بالهمز عند أهل اللغة: طعام يتخذ من التمر كالحيس>‏)‏كما ذكر واللَّه أعلم‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <أنه أُتي بوَطْبٍ فيه لَبَنٌ> الوَطْبُ‏:‏ الزِّقُ الذي يكون فيه السَّمْن واللبن وهو جِلْدُ الجَذع فما فَوْقَه، وجمْعُه‏.‏ أوْطَاب وَوِطَاب ‏(‏زاد في القاموس‏:‏ <أَوطُبٌ> قال‏:‏ وجمع الجمع أَواطِبُ‏)‏

ومنه حديث أم زَرْعٍ <خَرَج أبو زَرْعٍ والأوْطَابُ تُمْخَضُ لِيَخْرُجَ زُبْدُها>‏.‏

‏{‏وطح‏}‏ *في حديث غزوة خيبر ذِكْر <الوَطِيح> هو بفتح الواو وكسر الطاء وبالحاء المهملة‏:‏ حصْنٌ من حُصُون خَيْبَر‏.‏

‏{‏وطد‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث ابن مسعود <أتاه زِيادُ بن عَدِيّ فوَطَدَه (في الهروي: <فوطَّده> بالتشديد‏)‏ إلى الأرض> أي غَمَزة فيها وأثْبَتَه عليها ومَنَعه في الحركة‏.‏ يقال‏:‏ وَطَدْتُ الأرضَ أطِدُها، إذا دُسْتَها لتَتَصَلَّب‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث البَراء بن مالك <قال يومَ اليَمامة لخالد بن الوليد: طِدْني إليكَ> أي ضُمَّنِي إليك واغْمِزْني‏.‏

وفي حديث أصحاب الغار <فَوَقَع الجَبَل على باب الكَهْف فأوطَدَه> أي سَدّه بالهَدْم‏.‏

هكذا روي‏.‏ وإنما يقال‏:‏ وَطَدَه‏.‏ ولَعَلَّه لَغَةٌ ‏(‏قال الهروي‏:‏ <وكان حماد بن سلمة يروي: اللهم اشدد وطْدَتك على مُضَر> ا ه وانظر ‏(‏وطأ>

‏{‏وطس‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث حُنَيْن <الآن حَمِيَ الوَطِيسُ> الوَطِيسُ‏:‏ شِبْه التَّنُّور‏.‏

وقيل‏:‏ هو الضِّرابُ في الحَرْب‏.‏

وقيل‏:‏ هو الوَطْء الذي يَطس النَّاسَ، أي يَدُقُّهُم‏.‏

وقال الأصْمَعي‏:‏ هو حِجارَةٌ مُدَوّرَةٌ إذا حَمِيَتْ لم يَقْدِرْ أحَدٌ يَطَؤها‏.‏ ولم يُسْمع هذا الكلام من أحَد قَبْلَ النبي صلى اللَّه عليه وسلم‏.‏ وهو من فَصيِح الكلام عَبَّر فيه عن اشْتِباك الحَرْب وقيامها على سَاقٍ‏.‏

‏{‏وطف‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث أم مَعْبَد <وفي أشْفارِه وَطَفٌ> أي في شَعْر أَجْفَانه طُولٌ وقَدْ وَطِفَ يَوْطَف فهو أوْطَفُ‏.‏

‏{‏وطن‏}‏ *فيه <أنه نَهَى عن نَقْرة الغُرَاب، وإن يُوطِنَ الرجُلُ في المكان بالمَسْجد، كما يُوطِنُ البعيرُ> قيل‏:‏ مَعْناه أنَ يألف الرَّجُل مَكانا مَعْلوما من المسجد مَخْصوصاً به يُصَلِّي فيه، كالبَعير لا يَأوِي من عَطَنٍ إلا إلى مَبْرَكٍ دَمِثٍ قَد أوْطَنَه واتَّخَذه مُنَاخا‏.‏

وقيل‏:‏ مَعْناه أن يَبْرُك على رُكْبَتَيْه قبْل يَدَيْه إذا أرادَ السُّجود مثْل بُروكِ البَعير‏.‏ يُقال‏:‏ أوْطَنْتُ الأرض وَوَطَّنْتُها، واسْتُوطَنْتُها‏:‏ أي اتَّخَذْتُها وطنَاً ومَحَلاً

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <أنه نَهى عن إيطَان المساجِد> أي اتّخاذِها وَطَناً‏.‏

ومنه الحديث في صِفَته صلى اللَّه عليه وسلم <كان لا يُوطِنُ الأمَاكِن> أي لا يَتَّخِذُ لِنفْسِه مَجْلِساً يُعْرَف به‏.‏ والمَوْطِن‏:‏ مَفْعِل منه‏.‏ ويُسَمَّى به المَشْهَدُ من مَشاهد الحَرْب وجَمْعُه‏:‏ مَوَاطِنُ‏.‏

ومِنْه قوله تعالى <لقَدْ نَصَركُمُ اللَّهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرةٍ>‏.‏

‏{‏وطوط‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث عائشة <لمَّا أُحْرِق بَيْتُ المَقْدِس كانت الوَطْوَاطُ تُطْفِئُه بأجْنِحَتِها> الوَطْوَاطُ‏:‏ الخُطَّافُ وقيل‏:‏ الخُفَّاش‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث عَطاء <سُئل عن الوَطْوَاطِ يُصِيبُه المُحْرِم فقال: دِرْهَم> وفي رِوَاية <ثُلُثَا دِرْهم>‏.‏

 باب الواو مع الظاء

‏{‏وظب‏}‏ في حديث أنس <كُنَّ أمَّهاتي يُواظِبْنَني على خِدْمَتِه> أي يَحْمِلْنَنِي ويَبْعَثْنَني على مُلازَمَة خِدْمَتِه والمُدَاوَمَةِ عليها‏.‏ ورُوِي بالطَّاء المُهْملة والهَمْز، من المُوَاطأة على الشَّيْء‏.‏ وقد تكرر ذِكْر <المُوَاظَبَة> في الحديث‏.‏

‏{‏وظف‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث حدّ الزنا <فَنَزَع له بِوَظِيفِ بَعِيرٍ فَرَماهُ بِه فَقَتَلَه> وَظِيفُ البَعِير‏:‏ خُفُّه، وهُوَ لَهُ كالحَافِر للفَرس‏.‏

 باب الواو مع العين

‏{‏وعب‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <إنَّ النِّعْمَةَ الواحِدَةَ لَتَسْتَوْعِبُ (في الهروي: <تستوعب>‏)‏ جَميعَ عَمَل العَبْد> أي تَأتِي عليه‏.‏ والإيعَابُ والاسْتِيعاب‏:‏ الاسْتِئصال والاسْتِقْصاءُ في كُلِّ شيء‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <في الأنْفِ إذا اسْتُوْعِب جَدْعُه الدِّيَةُ> وَيُرْوَى <أُوعِبَ كُلُّه> أي قُطِع جَمِيعُه‏.‏

‏[‏ه‏]‏ ومنه حديث حُذَيْفة <نُوْمَةٌ بَعْد الجِماع أوْعَبُ لِلْماء> أي أحْرَى أنْ تُخْرِجَ كُلَّ ما بَقِي في الذَّكَر وتَسْتَقْصِيه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث عائشة <كان المسْلمون يُعِبون في النَّفِير مَع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم> أي يَخْرُجون بأجْمَعِهم في الغَزْوِ‏.‏

ومنه الحديث <أوْعَبَ المهاجِرون والأنْصَارُ معَ النبي صلى اللَّه عليه وسلم يومَ الفَتْح>‏.‏

‏[‏ه‏]‏ والحديث الآخر <أوْعَبَ الأنْصارُ مع عَليّ إلى صِفِّين> أي لم يَتَخَلَّفْ منهم أحدٌ عنه‏.‏

‏{‏وعث‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <اللهمَّ إنَّا نَعوذُ بك من وَعْثاءِ السَّفَر> أي شِدّتِه ومَشَقَّتِه‏.‏ وأصلُه من الوَعْثِ، وهو الرَّمْل، والمَشْيُ فيه يَشْتَدّ على صاحِبه ويَشُقُّ‏.‏ يقال‏:‏ رَمْلٌ أوْعَثُ، ورَمْلَةٌ وعْثاءُ‏.‏

ومنه الحديث <مَثَل الرِّزْق كمَثَل حائِط له بابٌ، فما حَوْلَ الباب سُهولَةٌ، وما حَول الحائط وَعْثٌ ووَعْرٌ>‏.‏

ومنه حديث أم زَرْع <على رأسِ قُورٍ وَعْثٍ>‏.‏

‏{‏وعد‏}‏ *فيه <دَخَل حائطا من حِيطانِ المدينة فإذا فيه جَمَلانِ يَصْرِفان ويُوعِدانِ> وَعيدُ فَحْل الإبل‏:‏ هَدِيرُه إذا أراد أنْ يَصُول‏.‏ وقد أوْعَد يُوعِدُ إيعاداً‏.‏

وقد تكرر ذكرُ <الوَعْدِ والوَعيد> فالوَعْدُ يُستعمل في الخَير والشرِّ‏.‏ يقال‏:‏ وعَدْتُه خَيْراً وَوَعَدْتُه شَرّاً، فإذا أسْقَطُوا الخيرَ والشَّر قالوا في الخير‏:‏ الوَعْد والعِدَة، وفي الشرّ الإيعادُ والوعيدُ‏.‏ وقد أوعَدَه يُوعِدُه‏.‏

‏{‏وعر‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث أم زَرْع <لَحْم جَمَلٍ غَثّ، على جَبَلٍ وعْرٍ> أي غليظٍ حَزْن، يَصْعُبُ الصُّعودُ إليه‏.‏ وقد وعُرَ بالضم وُعُورةً‏.‏ شَبَّهَتْه بلَحْمٍ هزيل لا يُنْتَفَع به، وهو مع هذا صَعْب الوُصُول والمَنال‏.‏

‏{‏وعظ‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <وعلى رأسِ الصِّراط واعِظُ اللَّهِ في قَلْبِ كلِّ مسلم> يعني حُجَجَه التي تَنْهاهُ عن الدُخول فيما مَنَعه اللَّه منه وحَرَّمه عليه، والبَصائر التي جعلها فيه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <يأتي على الناس زَمانٌ يُسْتَحَلُّ فيه الرِّبا بالبَيْع، والقتلُ بالمَوْعِظة> هو أن يُقْتَل البَريءُ لِيَتَّعِظَ به المُريب، كما قال الحجَّاج في خُطْبَتِه‏:‏ <وأقْتُلُ البَرِيء بالسَّقيم>‏.‏

‏{‏وعق‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث عمر، وذَكَر الزُّبَير فقال <وَعْقةٌ لَقِسٌ> الوَعْقة، بالسكون‏:‏ الذي يَضْجَرُ ويَتَبَرَّم‏.‏ يقال‏:‏ رجلٌ وَعْقةٌ ووَعِقةٌ أيضا، ووَعِقٌ، بالكسر فيهما‏.‏

‏{‏وعك‏}‏ ‏(‏س‏)‏ قد تكرر فيه ذِكرُ <الوَعْك> وهو الحُمَّى وقيله‏:‏ ألَمُها‏.‏ وقد وَعَكَه المرضُ وَعْكاً وَوُعِك فهو مَوْعوك‏.‏

‏{‏وعل‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث أبي هريرة <لا تقوم الساعةُ حتى تَعْلُوَ التُّحوتُ وتَهْلِكَ الوُعُول> أراد بالوُعُول الأشرافَ والرُّءُوس‏.‏ شَبَّهَهُم بالوعول، وهم تُيوسُ الجَبَل، واحِدُها‏:‏ وَعِلٌ، بكسر العين‏.‏ وضَرَب المَثَل بها لأنها تأوِي شَعَفَ الجبال‏.‏ وقد رُوي مرفوعا مثله‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <في تفسير قوله تعالى <ويَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُم يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيةٌ> قيل‏:‏ ثمانية أوعال> أي ملائكةٌ على صُورة الأوْعال‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث ابن عباس <في الوَعِلِ شَاةٌ> يعني إذا قتَلَه المُحْرِم‏.‏

‏{‏وعوع‏}‏ *في حديث علي <وأنتم تَنْفِرُون عنه نُفورَ المعْزَى من وَعْوَعةِ الأسَدِ> أي صَوته‏.‏ ووَعواع الناس‏:‏ ضَجَّتُهم‏.‏

‏{‏وعا‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <الاسْتِحياءُ من اللَّهِ حقَّ الحياء: ألا تَنْسَوُا المقابرَ والبِلَى، والجَوْفَ (في الهروي: <ولا تَنْسَوا الجوفَ>‏)‏ وما وَعى> أي ما جَمَع من الطعام والشراب، حتى يكونا من حِلِّهما ‏(‏قال الهروي‏:‏ <وأراد بالجوف البَطْنَ والفرج، وهما الأجوفان. ويقال: بل أراد القلب والدماغ؛ لأنهما مَجْمعا العقل> اه‏.‏ وانظر ‏(‏جوف‏)‏‏.‏‏)‏

ومنه حديث الإسْراء <ذكَر في كل سَماءٍ أنبياءَ قد سَمَّاهم، فأوعَيْتُ منهم إدريس في الثانية> هكذا رُوِي‏.‏ فإن صحَّ فيكون معناه‏:‏ أدخَلْته في وِعاء قَلْبي‏.‏ يقال‏:‏ أوعَيْتُ الشيءَ في الوِعاء، إذا أدْخَلتَه فيه‏.‏

ولو رُوي <وعَيْتُ> بمعنى حَفِظْتُ، لكان أبْيَنَ وأظْهَر‏.‏ يقال‏:‏ وَعَيْتُ الحديث أعِيه وَعْياً فأنا واعٍ، إذا حَفِظْتَه وفِهِمْتَه‏.‏ وفلانٌ أوعى من فُلان‏:‏ أي أحْفَظُ وأفْهَم‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقالَتي فوَعاها، فَرُبَّ مُبَلَّغٍ (ضبط في الأصل: <مبلِّغ> بالكسر‏.‏ وهو خطأ‏.‏ انظر مثلا سنن ابن ماجه ‏(‏باب من بلغ علما من المقدمة‏)‏ 1/85‏)‏ أوعى من سامِعٍ>‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث أبي أمامة <لا يُعَذِب اللَّهُ قَلْباً وَعَى القُرآن> أي عَقَلَه إيماناً به وعَمَلا‏.‏ فأمَّا من حَفِظَ ألْفاظَه وضَيَّع حُدُودَهُ فإنه غَيْرُ وَاعٍ لَه‏.‏ وقد تكرر في الحديث‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <فاسْتَوْعَى له حَقَّه> أي اسْتَوْفاه كُلّه، مأخوذ من الوِعاء‏.‏

ومنه حديث أبي هريرة <حَفِظْتُ عن رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وِعاءيْن من العِلْم> أراد الكِنايَةَ عَن مَحَلِّ العِلْم وجَمْعِه، فاسْتَعارَ لهُ الوِعَاءَ‏.‏

ومنه الحديث <لا تُوعِي فَيُوعَى عَلَيكِ> أي لا تَجْمَعِي وَتَشِحِّي بالنَّفقة، فَيُشَحَّ عليك، وتُجَازَيْ بِتَضْيِيِقِ رِزْقِكِ‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي مَقْتل كعب بن الأشرف أو أبي رافع <حتى سَمِعْنا الوَاعِيَةَ> هُو الصُّراخ على االميّت ونعْيُه‏.‏ ولا يُبْنى منه فِعْلٌ‏.‏

وقيل‏:‏ الوَعَى كالوَغَى‏:‏ الجَلَبَة والصَّوْتِ الشَّديِد‏.‏

 باب الواو مع الغين

‏{‏وغب‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث الأحنف <إيَّاكُمْ وَحَمِيَّةَ الأوْغَاب> هُمُ اللِّئامُ والأوغادُ‏.‏ والوَاحِد‏:‏ وَغْبٌ وَوَغْد‏.‏ ويُرْوَى بالقاف‏.‏

‏{‏وغر‏}‏ *فيه <الهَدِيَّة تُذْهِب وَغَرَ الصَّدْر> هُوَ بالتَّحرِيك ‏(‏وبالسكون أيضا، كما في القاموس‏)‏‏:‏ الغِلُّ والحَرارَةُ‏.‏ وأصْلُه من الوَغْرَة‏:‏ شِدّةِ الحَرِّ‏.‏

ومنه حديث مازِن‏:‏

مَا في القُلُوبِ عَلَيْكُم فاعْلَمُوا وَغَرُ *

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث المُغيرة <واغِرَةُ الضَّمِير> وقيل‏:‏ الوَغَرُ‏:‏ تَجَرُّع الغَيْظِ والحِقْد‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث الإفْك <فأتَيْنَا الجَيْش مُوغِرين في نَحْر الظهِيرَة> أي في وقْتِ الهاجِرَةِ، وَقْتَ تَوَسُّطِ الشَّمْس السَّماءَ‏.‏ يُقال‏:‏ وَغِرَتِ الهَاجِرَة وَغْراً، وأوْغَرَ الرَّجُل‏:‏ دَخَل في ذلك الوَقْت، كما يُقال‏:‏ أظْهَرَ، إذا دَخَل في وقْت الظُّهْر‏.‏

ويُرْوى <مَغَوِّرِين> وقد تقدم‏.‏

‏{‏وغل‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <إنَّ هذا الدِّينَ متِينٌ فأوْغِل فيه بِرِفْق> الإيغال‏:‏ السَّيْر الشَّديِد‏.‏ يقال‏:‏ أوْغَل القَوْمُ وتَوَغَّلوا، إذا أمْعَنوا في سَيْرِهِم‏.‏ والوُغُول‏:‏ الدُّخول في الشَّيء وقَدْ وَغَلَ يَغِلُ وُغُولاً يُريدُ سِرْ فِيهِ بِرفْقٍ، وابْلغ الغَايَةَ القُصْوَى منه بالرِّفْق، لا عَلى سَبيل التَّهافت والخُرق، ولا تَحْمِل عَلَى نفسك وتُكَلِّفْها مَا لا تُطِيق فَتَعْجِزَ وَتَتْرُكَ الدِّينَ والعَمَل‏.‏

وفي حديث علي <المُتَعَلِّق بها كالوَاغِل المُدَفَّع> الوَاغِلُ‏:‏ الذي يَهْجُمُ على الشُّرَّاب لِيَشْرَبَ مَعَهُم وليس مِنهُم، فلا يَزالُ مُدَفَّعاً بَيْنَهُم‏.‏

ومنه حديث المِقْداد <فلمَّا أنْ وَغَلَتْ في بَطْنِي> أي دَخَلَتْ

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث عِكْرمة <من لم يَغْتَسِل يومَ الجُمعة فَلْيَسْتَوْغِلْ> أي فَلْيَغْسِلْ مَغَابِنَه ومَعَاطِفَ جَسَدِه‏.‏ وهُو اسْتِفْعالٌ من الوُغُول‏:‏ الدُّخُول‏.‏

‏{‏وغم‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <كُلُوا الوَغْمَ واطْرَحُوا الفَغْمَ> الوَغْمُ‏:‏ ما تَساقَطَ من الطَّعام‏.‏

وقيل‏:‏ ما أخْرجَه الخِلالُ‏.‏ والفَغْمُ‏:‏ ما أخْرَجْتَه بِطَرَفِ لسَانِك من أسْنَانِك‏.‏ وقد تقدم في حرف الفاء‏.‏

وفي حديث علي <وإنَّ بَني تَميم لم يُسْبَقُو بِوَغْمٍ في جاهِليَّة ولا إسْلام> الوَغْم‏:‏ التِّرَةُ، وجَمْعُها‏:‏ أوْغَام‏.‏ وَوَغِمَ عليه بالكَسْر‏:‏ أي حَقِدَ‏.‏ وَتَوَغَّمَ، إذا اغْتَاظ‏.‏

 باب الواو مع الفاء

‏{‏وفد‏}‏ *قد تكرر ذِكْرُ <الوَفْد> في الحديث وهُم القَوْم يَجْتَمعُون ويَرِدُونَ البلاد، واحدُهم‏:‏ وافدٌ‏.‏ وكذلك الذين يقصِدُون الأمَراء لزيارةٍ واسْتِرْفادٍ وانتِجاع وغَيرِ ذلك تَقُول‏:‏ وَفَدَ يَفِدُ فَهُو وَافِدٌ‏.‏ وَأوْفَدْتُه فَوَفَدَ، وَأوْفَدَ على الشَّيء فهُو مَوفِدٌ، إذا أشْرَف‏.‏

‏(‏س‏)‏ فمِن أحاديث الوَفْد قَوْلُهُ‏:‏ <وَفْدُ اللَّهِ ثلاثة>‏.‏

‏(‏س‏)‏ وحديث الشَّهيد <فإذا قُتِل فهو وافِدٌ لِسَبْعين يَشْهَدُ لهم>‏.‏

وقوله <أجِيزُوا الوَفْدَ بنحو ما كنت أُجِيِزُهُم>‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي شعر حُمَيد‏:‏

تَرَى العُلَيْفيَّ عليها مُوفِدَا ‏(‏في ديوانه ص 77‏:‏ <مُؤْكَدا> وفي حواشيه إشارة إلى روايتنا وانظر ‏(‏وكد‏)‏ فيما يأتي‏)‏ *

أي مُشْرِفا‏.‏

‏{‏وفر‏}‏ *في حديث أبي رِمْثَة <انْطَلَقْتُ مع أبي نَحْوَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فإذا هو ذُو وفرَة، فيها رَدْعٌ من حِنَّاء> الوَفْرَة‏:‏ شَعر الرأس إذا وَصَل إلى شَحْمَة الأذُن‏.‏

وفي حديث عليّ <ولا ادَّخْرتُ من غَنَائِمها وَفْراً> الوَفْرُ‏:‏ المال الكثير‏.‏ وقد تكرر في الحديث

وفي حديثه أيضا <الحمد للَّه الذي لا يَفِرُه المَنُع> أي لا يُكْثره، من الوَافِر‏:‏ الكثير ‏(‏في ا‏:‏ <المال الكثير>‏)‏ يقال‏:‏ وَفَرَه يَفِرُه، كَوَعَدَه يَعِدُه‏.‏

‏{‏وفز‏}‏ *في حديث علي <كُونوا منها على أوْفَازٍ> الوَفْزُ والوَفَز‏:‏ العَجَلة‏.‏ والجمْع‏:‏ أوْفاز‏.‏ يُقال‏:‏ نَحن على أوْفَاز‏:‏ أي على سَفَرٍ قَدْ أشْخَصْنا‏.‏

‏{‏وفض‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <أنه أمَر بصَدَقةٍ أنْ تُوضَعَ في الأوْفاض> هُم ‏(‏هذا قول أبي عبيد كما ذكر الهروي ‏)‏ الفِرَق والأخْلاط من الناس مِن وَفَضَتِ الإبِل، إذا تَفَرَّقَت‏.‏

وقيل ‏(‏القائل هو الفرّاء، كما ذكر الهروي‏)‏‏:‏ هُم الذين مع كُلّ واحِدٍ منهم وَفْضَةٌ، وهي مثْل الكِنَانَة الصَّغيرة، يُلْقِي فيها طعامَه‏.‏

وقيل‏:‏ هُم الفُقَراء الضِّعاف، الذين لا دِفاعَ بهم، واحِدُهم‏:‏ وَفْضٌ ‏(‏هكذا بالتسكين في الأصل‏.‏ وفي ا <وَفَض> بفتحتين‏.‏ وأهمل الضبط في اللسان‏)‏

وقيل‏:‏ أراد بهم أهْلَ الصُّفَّة

ومنه الحديث <أن رجلا من الأنصار جاء إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم فقال: مالي كُلُّه صَدَقَة، فأقْتَر أبوَاهُ حتى جلَسا مع الأوْفاض> أي افْتَقَرا حتى جَلَسَا مع الفقراء‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي كتاب وائل بن حُجْر <وَمن زَنَى من بِكْر فاصقَعُوه واسْتَوْفِضُوه عاماً> أي اضْربُوه واطِرُدُوه وانْفُوه، من وَفَضَتِ الإبل، إذا تَفَرَّقَت‏.‏

‏{‏وفق‏}‏ * في حديث طلحة والصَّيد <أنه وَفَّقَ مَن أكَله> أي دَعَا له بالتَّوفيق، واسْتَصْوَب فِعْلَه‏.‏

‏{‏وفه‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في كتابه لأهل نَجْرَان <لا يُحَرَّك راهِبٌ عن رَهْبَانِيَّته، وَلا وَافِهٌ عن وَفْهِيَّتِه (في الهروي: <وفَهِيَّته> بفتح الفاء>‏)‏ الوَافِهُ ‏(‏هذا شرح الليث، كما في الهروي‏)‏‏:‏ القَيّم على البَيْت الذي فيه صَليب النَّصارى، بلَغَة أهل الجَزِيرَة‏.‏

وُيُرْوَى <وَاهِفٌ> وسَيجيء‏.‏ وبَعْضُهم يَرْوِيه بالقاف‏.‏ والصوابُ الفاء‏.‏

‏{‏وفا‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <إنكم وفّيْتُم سَبْعين أمَّةً أنتم خَيْرُها> أي تَمَّت العِدَّة بكم سَبْعين يقال‏:‏ وَفَى الشَّيء، وَوَفّى، إذا تَمَّ وَكَمُل‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <فَمرَرْت بقَوْمٍ تُقْرَضُ شِفاهُهُم، كلّما قُرضَتْ وَفَتْ> أي تَمَّتْ وطالَتْ‏.‏

ومنه الحديث <أوْفَى اللَّهُ ذِمَّتك> أي أتمَّها وَوَفَتْ ذِمَّتُك‏:‏ أي تَمَّتْ واسْتَوْفَيْتُ حَقِّي‏:‏ أخَذْتُه تَامّاً

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <ألَسْتَ تُنِتِجُها وافِيةً أعْيُنُها وآذانُها؟>‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث زيد بن أرقم <وَفَتْ أُذُنك وصَدّق اللَّه حَدِيثَك> كأنه جَعل أُذُنَه في السَّماع كالضَّامِنَة بتصْديق ما حَكَتْ، فلما نزل القُرآنُ في تَحْقيق ذلك الخَبَر صارَت الأُذُن كأنها وَافِيَةٌ بِضَمانها، خارجَةٌ من التُّهْمَة فيما أدَّتْه إلى اللسان‏.‏

وفي رواية <أوْفَى اللَّهُ بأُذُنِه> أي أظْهَر صِدْقَه في أخْبارِه عَمَّا سَمِعَت أذُنُه يقال‏:‏ وَفَى بالشَّيء وأوْفَى وَوَفَّى بمعْنىً‏.‏

وفي حديث كعب بن مالك <أوْفَى على سَلْعٍ> أي أشْرَف واطَّلَعَ‏.‏ وقد تكرر في الحديث‏.‏

 باب الواو مع القاف

‏{‏وقب‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <لما رأى الشمسَ قد وَقَبَتْ قال: هذا حِينُ حِلِّها> وقَبَتْ‏:‏ أي غابَتْ وحينُ حِلِّها‏:‏ أي الوقت الذي يَحِلُّ فيه أدَاؤها، يعني صلاةَ المَغْرِب‏.‏ والوُقُوبُ‏:‏ الدُّخُول في كل شيء‏.‏

ومنه حديث عائشة <تَعَوَّذي باللَّه من هذا الغاسِقِ إذا وَقَب> أي اللَّيل إذا دَخَل وأقْبَل بِظَلامِه‏.‏

وفي حديث الخَبَط <فاغْتَرَفْنا من وَقْب عَيْنه بالقِلال الدُّهْنَ> الوَقْبُ‏:‏ هو النُّقْرة التي تكون فيها العَيْن‏.‏

وفي حديث الأحنف <إيَّاكم وَحَميَّةَ الأوقاب> همُ الحَمقَى‏.‏ واحِدُهم‏:‏ وَقْب ‏(‏سبق بالغين المعجمة‏)‏

‏{‏وقت‏}‏ *فيه <أنهُ وَقَّتَ لأهل المدينة ذا الحُلَيْفة> قد تكرر ذكر <التَّوْقيتِ والمِيقات> في الحديث والتَّوقِيتُ والتأقِيتُ‏:‏ أن يُجْعَل للشيء وَقْتٌ يَخْتَصُّ به، وهو بَيانُ مِقدَار المُدَّة‏.‏ يقال‏:‏ وَقّتَ الشيءَ يُوقِّتُه‏.‏ ووَقَتَه يَقِتُه، إذا بَيَّن حَدَّه‏.‏ ثم اتُّسع فيه فأُطْلِق على المكان، فقيل للموضع‏:‏ مِيقات، وهو مِفْعال منه وأصلُه‏:‏ مِوْقاتٌ، فقُلِبت الواو ياء، لكسرة الميم‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث ابن عباس <لم يَقِتْ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في الخَمْر حَدّاً> أي لم يُقَدِّرْ ولم يَحُدَّه بَعَددٍ مَخْصوص‏.‏

ومنه قوله تعالى <كِتاباً مَوْقوتا> أي مُوَقَّتا مَقَدَّرا، وقد يكون وَقَّتَ بمعنى أوْجَب‏:‏ أي أوْجَب عليهم الإحْرامَ في الحَجِّ والصلاةَ عند دُخول وقْتها وقد تكرر في الحديث‏.‏

‏{‏وقذ‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث عمر <إني لأعْلَم مَتَى تَهْلِك العَرَبُ، إذا سَاسَها مَن لم يُدْرِك الجاهِليةَ فيأخُذ بأخْلاقِها، ولم يُدْرِكْه (في الهروي: <ومن لم يدرك الإسلامَ>‏)‏ الإسلامُ فيَقِذه الوَرَعُ> أي يُسَكِّنه ويَمْنَعه من انْتِهاك ما لا يَحلّ ولا يَجْمُلُ‏.‏ يقال‏:‏ وَقَذَه الحِلْمُ، إذا سَكَّنَه‏.‏ والوَقْذ في الأصل‏:‏ الضرب المُثْخِنُ والكسر‏.‏

‏[‏ه‏]‏ ومنه حديث عائشة <فَوَقَذ (في الهروي: <ووقذ>‏)‏ النِّفاقَ> وفي رواية <الشيطانَ> أي كَسره ودَمَغَه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديثها أيضا ‏(‏تصف أباها رضي اللَّه عنهما‏.‏ كما ذكر الهروي، والزمخشري‏.‏ الفائق 1/531‏)‏ <وكان وَقِيذَ الجَوانح> أي مَحْزُونَ القَلْب، كأنَّ الحُزْنَ قد كَسَره وَضعَّفَه، والجوانحُ تُجِنُّ القَلْبَ وتَحْويه، فاضافَت الوُقُوذَ إليها‏.‏

‏{‏وقر‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <لم يَفْضُلْكُم أبو بكر بكَثْرة صَومٍ ولا صلاة، ولكنه بشيء وَقَر في القلب> وفي رواية <لِسرّ وقَرَ في صَدْره> أي سَكَن فيه وثَبَت، من الوَقارِ‏:‏ الحلم والرَّزانة‏.‏ وقد وَقَرَ يَقِرُ وَقَاراً‏.‏

ومنه الحديث <يُوضَع على رأسِه تاجُ الوَقَار>‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <التَّعلُّم في الصِّغَر كالوَقْرة في الحجر> الوَقْرة‏:‏ النُّقْرة في الصَّخْرة‏.‏ أراد أنه يَثْبُتُ في القَلْب ثَباتَ هذه النُّقْرة في الحجرِ‏.‏

وفي حديث عُمر والمجوس <فألْقَوْا وِقْرَ بَغْلٍ أو بَغْلَين من الوَرِق> الوِقْر بكسر الواو‏:‏ الحِمْل‏.‏ وأكثر ما يُستَعْمل في حِمْل البَغْل والحِمار‏.‏ يريد حِمل بَغْلٍ أو بَغْلين أخِلّةً من الفِضَّة، كانوا يأكُلون بها الطَّعام، فأعطَوْها ليُمَكَّنوا من عادتهم في الزَّمْزَمة‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <لَعلَّه أوْقَر راحِلَتَه ذَهَبا> أي حَمَّلَها وِقْرا‏.‏

وفي حديث علي <تَسْمَع به بَعْدَ الوَقْرة> هي المَرّة، من الوَقْر، بفتح الواو‏:‏ ثِقَلِ السَّمع‏.‏ وقد وَقِرَت أذُنه تَوْقَر وَقْراً، بالسكون‏.‏

‏(‏س‏[‏ه‏]‏‏)‏ وفي حديث طَهْفة <ووَقيرٌ كثيرُ الرَّسَل (ضبط في الأصل، والهروي:<الرِّسْل> بكسر فسكون‏.‏ وصححته بفتحتين من ا، واللسان، ومما سبق في مادة ‏(‏رسل‏)‏‏.‏> الوقِيرُ‏:‏ الغَنَم وقيل‏:‏ أصحابُهَا‏.‏ وقيل‏:‏ القَطيع من الضَّأن خاصَّة‏.‏ وقيل‏:‏ الغَنم والكِلاب والرِّعاء جَميعا‏:‏ أي أنها كثيرة الإرْسال في المَرْعَى‏.‏

‏{‏وقش‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <دخَلْت الجَنَّةَ فسمِعْت وَقْشاً خَلْفي فإذا بلالٌ> الوَقْشة والوَقْشُ‏:‏ الحركة‏.‏ ذكره الأزهري في حرف السين والشين، فيكونان لغتين‏.‏

‏{‏وقص‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <أنه رَكِبَ فَرَساً فجعل يَتَوَقَّصُ به> أي يَنْزُو ويَثِبُ، ويُقارِبُ الخَطْو‏.‏

ومنه حديث أم حَرام <ركِبَتْ دابَّةً فَوَقَصَتْ بها فسقَطَتْ عنها فماتت>‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث المُحرم <فوقَصَت به ناقَتُه فمات> الوَقْصُ‏:‏ كسر العُنُق‏.‏ وقَصْتُ عُنُقَه أقِصُها وَقْصاً‏.‏ وَوَقَصَتْ به راحِلَتُه، كقولك‏:‏ خُذِ الخِطَامَ، وخُذ بالخِطام‏.‏ ولا يُقال‏:‏ وَقَصَتِ العُنُقُ نَفْسُها، ولكِنْ يُقال‏:‏ وُقِصَ الرجُلُ فهو مَوْقُوص‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث علي <قَضَى في القارِصة والقامِصَة والواقِصة بالدِّيَة أثلاثا> الواقِصَة‏:‏ بمعنى المُوقُوصَة‏.‏ وقد تقدم معناه في القاف‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث مُعاذ <أنه أُتِيَ بوَقَصٍ في الصَّدَقَة فقال: لم يأمُرْني فيه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بشيء> الوَقَصُ، بالتحريك‏:‏ ما بَيْن الفَرِيضَتَيْن، كالزِّيادة على الخَمْس من الإبل إلى التِّسْع، وعلى العَشْر إلى أرْبَعَ عَشرة والجَمع‏:‏ أوْقاصٌ‏.‏

وقيل‏:‏ هو ما وَجَبَتِ الغَنمُ فيه من فَرائِضِ ‏(‏في الهروي‏:‏ <من فرائض الصدقة في الإبل>‏)‏ الإبل، ما بَيْن الخمْس إلى العِشْرين ومنهم من يَجْعَل الأوْقاصَ في البَقَر خاصَّة، والأشْناقَ في الإبل‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث جابر <وكانت عَلَيَّ بُرْدَةٌ، فخالَفْتُ بين طَرَفَيْها، ثم تَوَاقَصْتُ عليها كَيْلا تَسْقُطَ> أي انْحَنَيْت وتَقاصَرْت لأُمْسِكَها بعُنُقي‏.‏ والأوْقَص‏:‏ الذي قَصُرتُ عُنُقُه خِلْقَةً‏.‏

‏{‏وقط‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <كان إذا نَزل عليه الوَحْيُ وُقِطَ في رأسِه> أي أنه أدْرَكَه الثِّقَلُ فَوَضَع رأسَهُ‏.‏ يُقال‏:‏ ضَربه فَوَقَطَه‏:‏ أي أثْقَلَه‏.‏

ويُرْوَى بالظَّاء بِمعْناه، كأَنّ الظاء فيه قد عاقَبَت الذَّالَ، مِن وَقَذْتُ الرجُلَ أقِذُه، إذا أثخَنْتَه بالضَّرب‏.‏

‏{‏وقظ‏}‏ *في حديث أبي سفيان وأُمية بن أبي الصَّلْت <قالَت له هِنْد عَن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم: يَزْعُم أنه رسول اللَّه، قال: فَوَقَظَتْنِي> قال أبو بموسى‏:‏ هكذا جاء في الرواية، وأظُنّ الصَّواب <فَوَقَذَتْني> بالذَّال‏:‏ أي كَسَرَتْني وهَدَّتْني‏.‏

‏{‏وقع‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <اتَّقُوا النارَ ولو بِشِقّ تَمْرَة؛ فإنَّها تَقَع من الجائع مَوْقِعَها من الشَّبْعان> قيل‏:‏ أراد أنّ شِقَّ التَّمرة لا يَتَبَيَّن له كَبيرُ مَوْقِعٍ مِن الجائع إذا تَناوَلَه، كما لا يَتَبَيَّن على شِبَع الشَّبْعانِ إذا أكَله، فلا تَعْجِزوا أن تَتَصَدَّقوا به‏.‏

وقيل‏:‏ لأنه يسأل هذا شِقّ تَمْرة، وَذَا شِقّ تَمْرة، وثالثا ورابعا، فَيَجْتَمِع له ما يَسُدُّ به جَوْعَتَه‏.‏

وفيه <قَدِمَتْ عليه حَليمَة فَشَكَتْ إليه جَدْبَ البلاد، فكَلَّم لها خَديَجةَ فأعْطَتْها أرْبَعين شاةً وبَعِيراً مُوَقَّعاً للظَّعِينة> المُوَقَّع‏:‏ الذي بِظَهْرِه آثارُ الدَّبَرِ، لكَثْرَة ما حُمِل عليه وَرُكِبَ، فهو ذَلُولٌ مُجَرَّب‏.‏ والظَّعِينة‏:‏ الهَوْدَج ها هنا‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث عمر <مَن يَدُلُّني على نَسيج وحْدِه؟ قالوا: ما نَعْلَمُه غَيرك، فقال: ما هي إلا إبِلٌ مُوَقَّعٌ ظُهُورُها> أي أنَا مِثْل الإبِلِ المُوَقَّعَةِ في العَيْبِ ‏[‏بِدَبَرِ ظُهُورِها‏.‏‏(‏تكملة من ا، واللسان‏.‏ وفي الهروي‏:‏ <المُوَقَّع الذي تكثر آثار الدَّبَر بظَهْره. أراد: أنا مثل تلك الإبل في العيب>‏.‏‏)‏‏]‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث أُبَيّ <قال لِرَجُل: [لو] (تكملة من ا، واللسان، والهروي) اشْتَرَيت دابَّةً تَقيك الوَقَع> هو بالتحريك‏:‏ أن تُصِيب الحِجارَةُ القَدَمَ فتُوهِنَها‏.‏ يقال‏:‏ وَقِعْتُ أوقَعُ وَقعاً‏.‏

ومنه الحديث <ابنُ أخي وَقِعٌ> أي مَرِيضٌ مُشْتَكٍ‏.‏ وأصْلُ الوَقَع‏:‏ الحِجَارة المحدَّدَة‏.‏

وفي حديث ابن عمر <فَوَقَع بي أبي> أي لامَنِي وَعَنَّفَني‏.‏ يُقال‏:‏ وَقَعْتُ بفُلان، إذا لُمْتَه ووقَعْتُ فيه، إذا عِبْتَهُ وَذَممْتَه‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث طارِق <ذَهَب رَجُلٌ ليَقَعَ في خالد> أي يَذُمَّه ويَعِيبَه ويَغْتَابَه‏.‏

وهي الوَقيعة‏.‏ والرَّجُل وَقَّاع‏.‏ وقد تكرر في الحديث‏.‏

وفيه <كُنْتُ آكُلُ الوَجْبَةَ وأنْجُو الوَقْعَةَ> الوَقْعَةُ‏:‏ المَرَّة من الوُقُوع‏:‏ السُّقُوطِ‏.‏

وأنْجُو‏:‏ من النَّجْو‏:‏ الحَدَث‏.‏ أي آكُلُ مَرَّةً وأُحْدِثُ مَرَّةً في كلّ يَوْم‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث أم سَلمة <قالت لعائشة: اجْعَلي حِصْنَك بَيْتَك، وَوِقاعَةَ السِّتْر قَبْرَك> الوِقَاعة، بالكسر‏:‏ مَوْضِع وُقُوع طَرَفِ السِتر على الأرض إذا أُرْسِل، وهي مَوْقِعُه ومَوْقِعَتُه‏.‏

ويُرْوَى بفتح الواو‏:‏ أي سَاحةَ السِّتر‏.‏

وفي حديث ابن عباس <نزل مع آدَمَ عليه السلام المِيقَعَةُ

والسِّنْدَانُ والكَلْبَتَان> هي المِطْرَقَةُ وقد تقدمت في الميم‏.‏

‏{‏وقف‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <المؤمن وَقَّافٌ مُتَأنٍّ> الوقَّاف‏:‏ الذي لا يَسْتَعجِلُ في الأمور وهو فَعَّال، من الوُقُوف‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث الزبير <أقْبَلْتُ معه فوَقَفَ حتى اتَّقَفَ الناسُ> أي حتى وقَفُوا‏.‏ يقال‏:‏ وَقَفْته فوَقَفَ واتَّقَفَ‏.‏ وأصله‏:‏ أوتَقَفَ على وزن افْتَعل، من الوقوف، فقُلبت الواو ياءً، للكسرة ‏(‏عبارة اللسان‏:‏ <لسكونها وكسر ما قبلها>‏.‏‏)‏ قبلها، ثم قُلبت الياء تاءً وأُدغمت ‏[‏في‏]‏ ‏(‏تكملة وضعتُها ليلتئم السياق‏.‏ والذي في اللسان‏:‏ <وأُدْغِمت في تاء الافتعال>‏)‏ التاء بعدها، مثل وَصَفْتُه فاتَّصَف، ووَعَدْته فاتَّعَد‏.‏

‏[‏ه‏]‏ وفي كتابه لأهل نَجْرانَ <وألاّ يُغَيَّرَ واقِفٌ مِن وِقِّيفاهُ> الواقفُ‏:‏ خادِم البِيعة؛ لأنه وَقَفَ نفسَه على خِدْمَتِها‏.‏ والوِقِّيفَى، بالكسر والتشديد والقَصْر‏:‏ الخِدْمَةُ، وهي مَصْدَر كالخِصِّيصَى والخِلِّيفَى‏.‏

وقت تكرر ذِكر <الوَقفْ> في الحديث‏.‏ يقال‏:‏ وَقَفْتُ الشَّيءَ أقِفُهُ وَقْفاً، ولا يقال فيه‏:‏ أوْقَفْتُ، إلا على لُغَة رَدِيئة‏.‏

‏{‏وقل‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث أم زَرْع <ليس بِلَبِدٍ فَيُتَوَقَّلَ> التَّوَقُّل‏:‏ الإسْراعُ في الصُّعود‏.‏ يقال‏:‏ وَقَل في الجَبَل وتَوَقَّلَ، إذا صَعِدَ فيه مُسْرِعا‏.‏

‏[‏ه‏]‏ ومنه حديث ظَبْيان <فتَوَقَّلَتْ بنا القِلاصُ>‏.‏

وحديث عمر <لمَّا كان يَوْمُ أحُدٍ كُنْتُ أتَوقَّل كما تَتَوَقَّل الأُرْويَّة> أي أصْعَد فيه كما تَصْعَد أُنْثَى الوُعُول‏.‏

‏{‏وقم‏}‏ *فيه ذِكْر <حَرَّة واقِم> هي بكسر القاف‏:‏ أُطُمٌ من آطام المدينة وإليه تُنْسَب الحَرَّة‏.‏

‏{‏وقه‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في كتاب نَجْرانَ <وألا يُمْنَعَ وَاقِهٌ عن وَقْهيَّته> هكذا يروى بالقاف، وإنما هو بالفاء وقد تقدم‏.‏

‏{‏وقا‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <فَوَقَى أحَدُكُم وجْهَه (في الهروي: <من النار>‏.‏‏)‏ النارَ> وَقَيْتُ الشَّيءَ أقِيه، إذا صُنْتَه وسَتَرْتَه عن الأذى‏.‏ وهذا اللفظ خَبَرٌ أريدَ به الأمر‏:‏ أي لِيَقِ أحَدُكم وجَّهَه النارَ، بالطاعة والصَّدَقة‏.‏

وفي حديث معاذ <وتَوقَّ كَرائمَ أموالِهِم> أي تَجَنَّبْها، لا تأخُذْها في الصدقة؛ لأنها تَكْرُم على أصحابها وتَعِزُّ، فَخُذ الوَسَط، لا العالِيَ ولا النازلَ‏.‏ وتَوقّى ‏(‏في الأصل وا‏:‏ <وتوقَّ>‏.‏‏)‏ واتَّقَى بمعْنَىً‏.‏ وأصْلُ اتَّقَى‏:‏ أوْتَقَى، فقُلبت الواو ياء للكسرة قبْلَها، ثم أبْدلَتْ تاءً وأُدغمت‏.‏

ومنه الحديث <تَبَقَّهْ وتَوَقَّه> أي اسْتَبْقِ نَفْسَك ولا تُعَرِّضْها للتَّلَف، وتَحَرَّزْ من الآفاتِ واتَّقِها‏.‏

وقد تكرر ذكر <الاتِّقاء> في الحديث‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث عليّ <كنا إذا احْمرَّ البأسُ اتَّقيْنا برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم> أي جَعْلناه وِقايَة لنَا من العَدُوّ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <مَن عَصَى اللَّه لم تِقِهْ من اللَّهِ واقِيَةٌ>‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <أنه لم يُصْدِق امرأةً من نسائه أكثَرَ من ثْنِتَيْ عَشْرَة أوقيَّةً وَنَشّ> الأُوقِيَّة، بضم الهمزة وتشديد الياء‏:‏ اسْم لأربعين دِرْهَما‏.‏ ووزنه ‏:‏ أُفْعُولة، والألف زائدة‏.‏

وفي بعض الروايات <وُقِيَّة (في الأصل:<وَقِيّة> بفتح الواو‏.‏ وصححته بالضممن ا، والقاموس>‏)‏ بغَيْر ألف، وهي لغةٌ عامِّيَّة‏.‏ والجمع‏:‏ الأوَاقِيُّ، مُشَدَّدا‏.‏ وقد يَخَفَّف‏.‏ وقد تكررت في الحديث، مُفْرَدة ومَجْموعة‏.‏